المقدمة
بالنسبة لکثیر من المسیحیین، یُعَدُّ السؤال حول ما إذا کانت تقنیة أطفال الأنابیب (IVF) تتوافق مع إیمانهم أم لا سؤالًا شخصیًا عمیقًا ومربکًا فی الوقت نفسه. فقد أدّت المفاهیم الخاطئة، والأعباء الثقافیة، والتفاسیر القدیمة للکتاب المقدس إلى خلق وصمة غیر ضروریة حول علاجات الخصوبة. لکن عند النظر بعمق إلى الکتاب المقدس، وتاریخ المسیحیة، والواقع الطبی، تتضح صورة أکثر رحمة وحقیقیة.
یستعرض هذا المقال أبرز الخرافات حول المسیحیین وـ IVF، یناقش الاعتبارات الأخلاقیة، ویقدّم إرشادات للمؤمنین الباحثین عن الوضوح مع الحفاظ على إخلاصهم لإیمانهم.
الخرافة 1: “أطفال الأنابیب یقتلون الأجنة”
یجادل المعارضون بأن عملیة IVF تدمر الأجنة. فی الواقع، یحدث فقدان الأجنة طبیعیًا فی کل حمل — إذ یفشل نحو 50–70% من الأجنة فی الانغراس دون أی تدخل طبی. ما تفعله IVF هو جعل هذا الأمر مرئیًا. بعیدًا عن تدمیر الحیاة، یعمل اختصاصیو الخصوبة بلا کلل للحفاظ علیها، مما یمنح الأسر فرصة لاستقبال أطفال ما کان لهم أن یکونوا لولا ذلک.
الخرافة 2: “العقم هو مشیئة الله”
یعتقد البعض أن العقم مقدر إلهیًا. لکن فی (یوحنا 9:3) یوضح یسوع أن المرض أو الإعاقة لیس عقابًا، بل فرصة لکی تُعلَن أعمال الله. وعلى مدار الکتاب المقدس، کان الله یستجیب برحمة للنساء اللواتی یصلین من أجل الأطفال. فإذا قبل المسیحیون المستشفیات والطب کأدوات للشفاء، ینبغی أن یُنظر إلى الطب الإنجابی (مثل IVF) بنفس الطریقة — کأداة رحمة ولیس تحدیًا لمشیئة الله.
الخرافة 3: “أطفال الأنابیب تتعارض مع التصمیم الطبیعی لله”
لقد منح الله الإنسان العقل والفضول والرحمة. نحن نرتدی النظارات، نجری الجراحات، ونزرع الطعام — ولا یُعتبر أیٌّ من ذلک خطیئة. IVF لا یختلف عن ذلک. الأسر التی تُبنى من خلال الطب الإنجابی هی أسر قویة ومؤمنة وممتنة. إنکار هذه الحیاة هو إنکار لبرکات الله.
الخرافة 4: “التبرع بالحیوان المنوی أو البویضات یساوی الزنا”
یعلّم الکتاب المقدس أن الزنا ینشأ من الشهوة، ولیس من الإجراءات الطبیة التی تتم فی إطار الإیمان والحب. الأزواج الذین یسعون إلى IVF یفعلون ذلک بدافع الالتزام ببعضهم وبأسرهم المستقبلیة — ولیس خیانة. IVF عمل حب، ولیس خطیئة.
الخرافة 5: “التبنّی یغنی عن أطفال الأنابیب”
یُعتبر التبنّی دعوة جمیلة، لکنه لیس أمرًا بسیطًا. فالکثیر من الأسر یسعون للتبنّی إلى جانب IVF، وفی مناطق عدیدة، یُعَدّ التبنّی مکلفًا وبطیئًا أو شبه مستحیل. التبنّی وـ IVF یمکن أن یتکاملا کطریقین یسیر بهما الله فی تحقیق الأسرة.
الاعتبارات الأخلاقیة للمسیحیین الذین یختارون أطفال الأنابیب
رغم أن معظم الاعتراضات تستند إلى مفاهیم خاطئة، إلا أن هناک نقاطًا أخلاقیة حقیقیة تستحق التأمل:
- سیاسات المراکز الطبیة – قد تکون لبعض المراکز ممارسات لا تتفق مع المعتقدات الشخصیة، لذا یجب التحری بعنایة.
- الفحوصات الجینیة – قد تُستخدم للوقایة من فقدان الحمل، لکنها قد تثير قلقًا أخلاقیًا إذا استُخدمت لأسباب غیر طبیة.
- الأجنة الفائضة – ینبغی التفکیر فی خیار التبرع بالأجنة بدلاً من التخلص منها.
- الاحترام والکرامة فی الرعایة – IVF یتطلب إجراءات تدخلیة، لذا یجب التأکد من أن القیم الشخصیة تُحترم.
الخاتمة
المسیحیون مدعوون قبل کل شیء لمحبة الله ومحبة القریب (متى 22:37–40). IVF، عندما یُسعى إلیه بالصلاة والمسؤولیة، لا یتناقض مع هذه الوصیة. بل یمکن أن یجسد رحمة الله، ویمنح الأمل والحیاة حیث کان هناک فقدان.
قد یتخذ المؤمنون خیارات مختلفة، لکن ینبغی أن تکون مبنیة على الحقیقة لا على الخوف. الحکم لله وحده. کما یذکرنا بولس فی (رومیة 14)، نحن مدعوون للسلام والبنیان المتبادل والمحبة.
الأسئلة الشائعة
س1: هل یُعتبر أطفال الأنابیب خطیئة للمسیحیین؟
لا. IVF علاج طبی للعقم. رغم معارضة بعض الجماعات، إلا أن معظم وجهات النظر المسیحیة تراه خیارًا رحیمًا للأزواج الذین یتوقون للأطفال.
س2: هل یُدمر IVF الأجنة؟
فقدان الأجنة یحدث طبیعیًا فی کل حمل. IVF لا یزید هذا الخطر، بل یساعد فی الحفاظ على الحیاة بإعطاء الأجنة فرصة للتطور.
س3: هل استخدام متبرع بالحیوان المنوی أو البویضات یُعتبر زنا فی المسیحیة؟
لا. الزنا یقوم على الشهوة، ولیس على الإجراءات الطبیة. IVF بالمتبرعین هو عمل حب والتزام، ولیس خیانة.
س4: لماذا لا نختار التبنّی بدل IVF؟
التبنّی جمیل لکنه معقد، وغالبًا ما یکون مکلفًا ویستغرق وقتًا طویلاً. الکثیر من الأزواج یسعون إلى التبنّی وـ IVF معًا کطرق مکملة للأبوة والأمومة.
س5: ما الاعتبارات الأخلاقیة التی ینبغی أن یأخذها المسیحیون بعین الاعتبار مع IVF؟
یمکن للمسیحیین أن یتفکّروا فی الفحوصات الجینیة، والتبرع بالأجنة، وممارسات المراکز الطبیة، للتأکد من أن قراراتهم متوافقة مع إیمانهم وقیمهم.
خدمات الخصوبة مع فارس للسیاحة الطبیة
نحن فی فارس للسیاحة الطبیة نفخر بتقدیم حلول شاملة للخصوبة للأزواج والأفراد الراغبین فی بناء أسرة بمساعدة الطب الإنجابی المتقدم فی إیران. وتشمل خدماتنا:
- أطفال الأنابیب (IVF): تقنیات مختبریة متقدمة للمساعدة على الإنجاب.
- الأم البدلیة (الرحم المستأجر): برنامج موثوق مع دعم قانونی وطبی للوالدین المستقبلیین.
- التلقیح داخل الرحم (IUI): علاج أقل تدخلاً مصمم لحالات محددة.
یضمن فریقنا الطبی المتخصص أن تکون کل خطوة فی رحلتکم موجهة بالرحمة والمهنیة وأعلى المعاییر الطبیة.
کیفیة البدء
یکفی تعبئة النموذج الإلکترونی على موقعنا، وسیقوم فریقنا الطبی بمراجعة معلوماتکم والتواصل معکم للخطوات التالیة.
أو یمکنکم التواصل معنا مباشرة عبر واتساب: تحدثوا معنا الآن.
